سبحان الله و بحمده
عدد خلقه .. ورضى نفسه .. و زنة عرشه .. ومداد كلماته
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
اللهم بارك لنا في شعبان و بلغنا رمضان
السلام عليكم و رحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الـحــديـثـــــــ
حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ أَرْسَلَ جِبْرِيلَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقَالَ انْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَجَاءَهَا وَنَظَرَ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهِ قَالَ فَوَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهَا فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَإِذَا هِيَ قَدْ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خِفْتُ أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ قَالَ اذْهَبْ إِلَى النَّارِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْتُ لِأَهْلِهَا فِيهَا فَإِذَا هِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلَهَا فَأَمَرَ بِهَا فَحُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ فَقَالَ ارْجِعْ إِلَيْهَا فَرَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
قَوْلُهُ : ( اُنْظُرْ إِلَيْهَا وَإِلَى مَا أَعْدَدْت لِأَهْلِهَا فِيهَا )
أَيْ مَا هَيَّأْت فِيهَا لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ
( قَالَ )
أَيْ جِبْرَائِيلُ
( فَوَعِزَّتِك )
الْوَاوُ لِلْقَسَمِ
( لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا )
أَيْ طَمِعَ فِي دُخُولِهَا , وَجَاهَدَ فِي حُصُولِهَا , وَلَا يَهْتَمُّ إِلَّا بِشَأْنِهَا لِحُسْنِهَا وَبَهْجَتِهَا
( فَحُفَّتْ )
أَيْ أُحِيطَتْ
( بِالْمَكَارِهِ )
جَمْعُ كُرْهٍ وَهُوَ الْمَشَقَّةُ وَالشِّدَّةُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ , وَالْمُرَادُ بِهَا التَّكَالِيفُ الشَّرْعِيَّةُ الَّتِي هِيَ مَكْرُوهَةٌ عَلَى النُّفُوسِ الْإِنْسَانِيَّةِ , وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَعَانِيَ لَهَا صُوَرٌ حِسِّيَّةٌ فِي تِلْكَ الْمَبَانِي
( فَانْظُرْ إِلَى مَا أَعْدَدْت لِأَهْلِهَا فِيهَا )
أَيْ ثَانِيًا لِمَا تَجَدَّدَ مِنْ الزِّيَادَةِ عَلَيْهَا بِاعْتِبَارِ حَوَالَيْهَا
( لَقَدْ خِفْت أَنْ لَا يَدْخُلَهَا أَحَدٌ )
أَيْ لِوُجُودِ الْمَكَارِهِ مِنْ التَّكَالِيفِ الشَّاقَّةِ , وَمُخَالَفَةِ النَّفْسِ وَكَسْرِ الشَّهَوَاتِ
( لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا )
أَيْ لَا يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا فَزِعَ مِنْهَا وَاحْتَرَزَ فَلَا يَدْخُلُهَا
( لَقَدْ خَشِيت أَنْ لَا يَنْجُوَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا )
وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ لَقَدْ خَشِيت أَنْ لَا يَبْقَى أَحَدٌ إِلَّا دَخَلَهَا , وَمَعْنَاهَا ظَاهِرٌ . وَأَمَّا رِوَايَةُ الْكِتَابِ فَلَا يَظْهَرُ مَعْنَاهَا إِلَّا أَنْ يُجْعَلَ إِلَّا بِمَعْنَى بَلْ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ كَذَا فِي الْفَتْحِ
.وصلى اللهم وسلم على محمد واله وصحبه اجمعين
لا تنسونا من صالح دعأكم